كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



16- وقوله جل وعز: {آتيناه حكما وعلما} آية 14 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله جل وعز: {آتيناه حكما} قال فقها وعقلا وعلما يعني النبوة.
17- وقوله جل وعز: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها} آية 15 قال سعيد بن جبير وقتادة وقت الظهيرة والناس نيام.
18- وقوله جل وعز: {فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه} آية 15 قال أبو مالك أحدهما من بني إسرائيل والآخر قبطي قال أبو جعفر فإن قيل كيف قيل هذا لغائب فالجواب أن المعنى يقول الناظر إذا نظر إليهما هذا من شيعته وهذا من عدوه.
19- وقوله جل وعز: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى} آية 15 {عليه} {فاستغاثه الذي من شيعته} يعني الإسرائيلي {على الذي من عدوه} يعني القبطي {فوكزه موسى} يعني القبطي قال مجاهد ضربه بجمع كفه وكذلك هو في اللغة يقال وكزه إذا ضربه بجمع كفه في صدره وفي قراءة عبد الله فنكزه موسى والمعنى واحد وكذلك لكمه ولكزه لأنه ولهزه وروى معمر عن قتادة قال وكزه بالعصا فقضى عليه أي قتله قال هذا من عمل الشيطان فدل هذا أن قتله كان خطأ وأنه لم يؤمر بقتل ولا قتال.
20- وقوله جل وعز: {قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} آية 17 أي معينا للمجرمين قال ابن عباس لم يستثن فابتلي أي فابتلي بأن الإسرائيلي كان سبب الإخبار عنه بما صنع وقال الكسائي فلن أكون ظهيرا للمجرمين فيه معنى الدعاء وفي قراءة عبد الله فلا تجعلني ظهيرا للمجرمين.
21- وقوله جل وعز: {فأصبح في المدينة خائفا يترقب} آية 18 قال قتادة أي يترقب الطلب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي يستغيث به من رجل آخر قال موسى إنك لغوي مبين من أجل أنه كان سبب القتل.
22- وقوله جل وعز: {فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما} آية 19 في معناه قولان أ- فمذهب سعيد بن جبير وأبي مالك أن المعنى فلما أراد موسى أن يبطش بالقبطي توهم الإسرائيلي أن موسى صلى الله عليه وسلم يريده على أن يبطش به لأنه أغلظ له في القول فقال الإسرائيلي يا موسى أتريد أن تقتلني فسمع القبطي الكلام فذهب فأفشى على موسى.
ب- وقيل المعنى فلما أراد الإسرائيلي أن يبطش موسى بالذي هو عدو لهما ويروى عن ابن نجيح فلما أن أراد الإسرائيلي أن يبطش بالقبطي نهاه موسى عليه السلام ففرق الإسرائيلي منه فقال أتريد أن تقتلني الآية فسعى به القبطي.
23- وقوله جل وعز: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} آية 20 روى معمر عن قتادة قال هو مؤمن آل فرعون قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك قال أبو عبيدة يأتمرون أي يتشاورون وأنشد:
أحار بن عمرو كأني خمر ** ويعدو على المرء ما يأتمر

قال أبو جعفر وهذا القول غلط ولو كان كما قال لكان يتآمرون فيك أي يتشاورون فيك أي يستأمر بعضهم بعضا ومعنى يأتمرون يهمون من قوله جل وعز: {وائتمروا بينكم بمعروف} وكذلك معنى ويعدو على المرء ما يأتمر؛ كما يقال من وسع حفرة وقع فيها.
24- وقوله جل وعز: {ولما توجه تلقاء مدين} آية 22 قال أبو عبيدة أي نحو مدين.
25- وقوله جل وعز: {قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} آية 22 قال مجاهد أي طريق مدين قال أبو مالك فوجه فرعون في طلبه وقال لهم اطلبوه في بنيات الطرق فإن موسى لا يعرف الطريق فجاء ملك راكب فرسا ومعه عنزة فقال لموسى اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق.
26- وقوله جل وعز: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون} آية 23 أي جماعة ووجد من دونهم امرأتين تذودان وفي قراءة عبد الله ودونهم امرأتان حابستان فسألهما عن حبسهما فقالتا لا نقوى على السقي مع الناس حتى يصدروا.
ومعنى تذودان فيما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس تحبسان وروى سفيان بن أبي الهيثم عن سعيد بن جبير تذودان قال حابستان وروى هشيم عن حصين عن أبي مالك ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال تحبسان غنمهما حتى يفرغ الناس فتخلو لهم البئر قال أبو جعفر وهذا قول بين يقال ذاد يذود إذا حبس وذدت يا الشئ حبسته ثم يحذف المفعول إما إيهاما على المخاطب وإما استغناء بعلمه.
ومذهب قتادة أنهما كانتا تذودان الناس عن غنمهما والأول أولى لأن بعده قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ولو كانتا تذودان عن غنمهما الناس لم تخبرا عن سبب تأخر سقيهما إلى أن يصدر الرعاء قال ما خطبكما أي ما حالكما وما أمركما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ومن قرأ بضم الياء يصدر حذف المفعول أي حتى يصدروا غنمهم وأبونا شيخ كبير والفائدة في هذا أنه لا يقدر على السقي لكبره فلذلك خرجنا ونحن نساء.
27- وقوله جل وعز: {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} آية 24 روى عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه قال لما استقى الرعاء غطوا على البئر صخرة لا يقلها إلا عشرة رجال فجاء موسى صلى الله عليه وسلم فاقتلعها وسقى ذنوبا واحدا لم يحتج إلى غيره فسقى لهما.
28- وقوله جل وعز: {ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} آية 24 روى عكرمة عن ابن عباس قال ما سأل إلا الطعام وقال مجاهد لم يكن له ما يأكل.
29- ثم قال جل وعز: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} آية 25 المعنى فذهبتا إلى أبيهما قبل وقتهما فخبرتاه لو بخبر موسى وسقيه فأرسل إحداهما فجاءت تمشي على استحياء قال عمرو بن ميمون قال تمشي ويدها على وجهها حياء ليست بسلفع خراجة ولاجة.
30- وقوله جل وعز: {فلما جاءه وقص عليه القصص} آية 25 أي قص عليه خبره وعرفه بقتله النفس وخوفه قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين لأن مدين لم تكن في ملكة فرعون.
31- وقوله جل وعز: {قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} آية 26 روى عمرو بن ميمون عن عمر قال فقال لها من أين عرفت قوته وأمانته؟ قالت أما قوته فإنه أقل حجرا لا يحمله إلا عشرة وأما أمانته فإنه لما جاء معي مررت بين يديه فقال لي كوني خلفي ودليني على الطريق لئلا تصفك الريح لي.
32- وقوله جل وعز: {قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} آية 27 وفي الحديث أنه أنكحه الصغيرة منهما واسمها طوريا ثم قال على أن تأجرني ثماني حجج أي تكون لي أجيرا فإن أتممت عشرا فمن عندك أي فذلك تفضل منك قال ذلك بيني وبينك أي لك ما شرطت ولي مثله أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي العدوان المجاوزة في الظلم.
33- وقوله جل وعز: {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله} آية 29 روى الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت جبريل أي الأجلين قضى موسى فقال أتمهما وأكملهما ومعنى لعلي آتيكم منها بخبر لعلي أعلم لم أوقدت جذوة من النار قال قتادة الجذوة أصل الشجرة فيها نار قال أبو جعفر وكذلك الجذوة بضم الجيم وكسرها وفتحها والجذوة القطعة من الخشب الكبيرة فيها نار ليس فيها لهب.
وقال جل وعز: {في البقعة المباركة من الشجرة} لأنه جل وعز كلمه فيها.
34- وقوله جل وعز: {أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} آية 32 معنى أسلك أدخل.
35- ثم قال جل وعز: {واضمم إليك جناحك من الرهب} آية 32 قال الفراء الجناح هاهنا العصا ولم يقل هذا أحد من أهل التفسير ولا من المتقدمين علمته وحكى أكثر أهل اللغة أن الجناح من أسفل العضد. إلى آخر الإبط وربما قيل لليد جناح ولهذا قال أبو عبيدة جناحك أي يدك.
قال مجاهد من الرهب من الفرق.
36- وقوله جل وعز: {فذانك برهانان من ربك} آية 32 قال مجاهد يعني اليد والعصا والبرهان الحجة قال ابن عباس جناحك يدك وقال أبو زيد العضد هو الجناح حدثني محمد بن أيوب قال أنبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا محمد بن عامر عن أبيه عن بشر بن الحصين عن الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس واضمم إليك جناحك من الرهب أي أدخل يدك فضعها على صدرك حتى يذهب عنك الرعب قال فقال ابن عباس ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى ثم يدخل يده فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعب.
37- وقوله جل وعز: {فأرسله معي ردءا يصدقني} الردء العون وقد أردأه وردأه يكون أي أعانه وقوله تعالى: {سنشد عضدك} آية 35 أي سنعينك ونقويك وهو تمثيل لأن قوة اليد بالعضد ونجعل لكما سلطانا قال سعيد بن جبير أي حجة فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمنعان بآياتنا ويجوز أن يكون المعنى ونجعل لكما سلطانا بآياتنا أي بالعصا واليد وما أشبههما.
38- وقوله جل وعز: {فأوقد لي يا هامان على الطين} آية 38 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال حتى يصير آجرا قال قتادة بلغني أنه أول من صنع الآجر ثم قال تعالى: {فاجعل لي صرحا} قيل بنيانا مرتفعا.
39- وقوله جل وعز: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر} أي بيانا.
40- وقوله جل وعز: {وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر} آية 44 قال قتادة هو جبل وقوله: {وما كنت ثاويا} أي مقيما.
41- وقوله جل وعز: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} آية 46.
روى عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير رفع الحديث في قوله جل وعز: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال نودوا يا أمة محمد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني فذلك قوله وما كنت بجانب إذ نادينا.
42- وقوله جل وعز: {ولكن رحمة من ربك} آية 46 أي لم تشهد قصص الأنبياء ولا تليت عليك ولكنا بعثناك وأوحيناها إليك للرحمة لتنذر قوما فتعرفهم هلاك من هلك وفوز من فاز لعلهم يتذكرون.
43- وقوله جل وعز: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم} آية 47 أي لولا هذا لم نحتج إلى إرسال الرسل وتواتر الاحتجاج.
44- وقوله جل وعز: {فلما جاءهم الحق من عندنا} آية 48 أي الحجج الظاهرة البينة التي كان يجوز أن يحتجوا بتأخرها {قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} يعني من العصا وانفلاق البحر وما أشبه ذلك وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمرت يهود قريشا أن يسألوا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى محمدا فقال الله جل وعز لمحمد صلى الله عليه وسلم قل لهم يقولوا لهم أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل.
45- ثم قال جل وعز: {قالوا ساحران تظاهرا} آية 48 روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت سعيد بن جبير يقول قالوا ساحران تظاهرا قال موسى وهارون صلى الله عليهما وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعنون موسى وهارون عليهما السلام وروى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس قالوا ساحران تظاهرا قال موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم وكذا روى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس وكذلك قال الحسن وقرأ عكرمة وعطاء الخرساني وأبو رزين قالوا سحران تظاهرا قال عكرمة يعني كتابين وقال أبو رزين يعني التوراة والإنجيل وقال الفراء يعني التوراة والقرآن واحتج بعض من يقرأ هذه القراءة بقوله قل فاتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه والمعنى على القراءة الأولى هو أهدى من كتابيهما.
46- وقوله جل وعز: {ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون} آية 51 أي أتبعنا بعضه بعضا قال مجاهد يعني لقريش وقرأ الحسن {وصلنا} مخففا ومعنى إنا كنا من قبله مسلمين أنهم وجدوا صفة النبي صلى الله عليه في كتابهم من قبل أن يبعث فآمنوا به ثم آمنوا به بعد ما بعث.